tg-me.com/almahdwi_313/33464
Last Update:
[[ سلّم لآل محمد حديثهم تسلم من الحساب و السؤال عند الصراط ]]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ اهْلِكْ عَدُوَهُمْ
الناس في التعامل مع حديث آل محمد و كلامهم على ثلاث فرق :
🔴الأولى : الفرقة المقصّرة مدعية التشيع ، إذا مرّوا بحديث لم يفهموه ، أو لم يألفوا معناه ، أو يخالف ما عرفوه من قبل ، أولاً ينكرونه مباشرة فقط لأجل هذه الأسباب ، ثم بعد ذلك يبحثون عن الدليل لإنكاره .
" فمن مرض قلوبهم بدأوا بالإنكار ثم البحث عن الدليل و ليس العكس "
و أول بحثهم يكون في السند ، فإن وجدوا أي ثغرة فيه فقد وجدوا ضالتهم .
و إلا لجأوا إلى القرآن من خلال بعض الآيات المتشابهة ، أو التي يفسرونها في الظاهر دون الرجوع إلى تأويل العترة الطاهرة .
و إن لم يقدروا على ذلك بحثوا بين العلماء عن منحرف ضال ، أو مقصّر قَالْ ، أو رجل باع دينه بالدولار ينكر الحديث فقلدوه و جعلوا كلامه حجة في رفض الحديث .
هؤلاء أهل نفاق ، ظاهرهم شيعة ، و باطنهم قول إمامنا الكاظم من آل محمد صلوات الله عليه : ليس كل من قال بولايتنا مؤمناً ، و لكن جعلوا أنساً للمؤمنين .(1)
هؤلاء يحاسبون في الآخرة حساب المنافق و المشرك .
🔴الثانية : هم أهل الظاهر ، الذين لا يقدروا على تحمل المقامات العالية لضعف في قابلياتهم و قصور في تسليمهم ، فهم بخلاف الفرقة المقصّرة لا ينكرون الحديث فوراً بل يجادلون في صحته و مضمونه ، و يبقون ما بين قابل و رافض ، و لأجل ذلك هؤلاء يطول وقوفهم على الصراط ، و يُحاسبون و يُسألون و يُجادلون على كل كبيرة و صغيرة من ذنوبهم .
🔴الثالثة : أهل التسليم ، لا ينكرون رواية واحدة نقلت لهم على أنها مروية عن المعصوم من آل محمد ، فلعلها صدرت فعلاً عن المعصوم بسند ضعيف ، أو حتى من فاسق ، فليس بالضرورة أن يكون الفاسق كاذب ، أو بمتن غير مفهوم بالنسبة لهم ، أو بأمر متشابه لم يتبينوا حقيقته ، فعلى كل حال لا يردوه بل يتركوه لآل محمد عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه و آله : إن حديث آل محمد عظيم ، صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان .
فما ورد عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه .
و ما اشمأزت له قلوبكم و أنكرتموه فردوه إلى الله و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمد .
إنما الهالك أن يحدث أحدكم بالحديث أو بشيء لا يحتمله فيقول : و الله ما كان هذا ، و الله ما كان هذا .(2)
و مثاله في رجل من شيعة آل محمد يسمى كليب كما ورد عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : إن عندنا رجلاً يسمى كليبا ، لا يجيء عنكم شيء إلا قال : أنا اسلم ، فسميناه : كليب تسليم .
قال : فترحم عليه ، ثم قال : أتدرون ما التسليم ؟
فسكتنا .
فقال : هو و الله الإخبات ، قول الله { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا و عَمِلُوا الصَّالِحاتِ و أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ } .(3)
و هذا هو تكليفنا من آل محمد ، أن نسلم لهم ، أو نردّ إليهم لا عليهم ، كما قول الصادق صلوات الله عليه : إنما كلَّف الناس ثلاثة : معرفة الأئمة ، و التسليم لهم فيما ورد عليهم ، و الرد إليهم فيما اختلفوا فيه .(4)
و هذا هو كمال الإيمان لقول إمامنا الصادق صلوات الله عليه : من سرّه أن يستكمل الايمان كله فليقل : القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد ، فيما أسروا و ما أعلنوا و فيما بلغني عنهم و فيما لم يبلغني .(5)
فإن من كان هكذا أهل تسليم و انقياد للمعصوم لا يُسأل عن شيء من ذنوبه ، و لا يُجادل في معاصيه ، و لا يناقش في أفعاله ، بل مباشرةً إلى الجنان بجوار محمد و آله الأطهار .
و دليله قول إمامنا العسكري رواه عن الباقر من آل محمد صلوات الله عليهما : ألا و من سلّم لنا ما لا يدريه ثقة بأنّا محقون عالمون لا نقف به إلا على أوضح المحجات ، سلّم الله تعالى إليه من قصور الجنة أيضاً ما لا يعلم قدرها هو ، و لا يقادر قدرها إلا خالقها و واهبها .
ألا و من ترك المراء و الجدال و اقتصر على التسليم لنا ، و ترك الأذى ، حبسه الله على الصراط ، فجاءته الملائكة تجادله على أعماله ، و تواقفه على ذنوبه ، فإذا النداء من قبل الله عز و جل : يا ملائكتي ، عبدي هذا لم يجادل ، و سلّم الأمر لأئمته ، فلا تجادلوه ، و سلموه في جناني إلى أئمته يكون متبجحاً فيها ، بقربهم كما كان مسلماً في الدنيا لهم .
و أما من عارضنا بلِمَ و كيف ؟ و نقض الجملة بالتفصيل ، قالت له الملائكة على الصراط : واقفنا يا عبد الله ، و جادلنا على أعمالك كما جادلت أنت في الدنيا الحاكين لك عن أئمتك .
فيأتيهم النداء : صدقتم ، بما عامل فعاملوه ، ألا فواقفوه .
فيواقف ، و يطول حسابه ، و يشتد في ذلك الحساب عذابه ، فما أعظم هناك ندامته ، و أشد حسراته ، لا ينجيه هناك إلا رحمة الله إن لم يكن فارق في الدنيا جملة دينه ، و إلا فهو في النار أبد الآباد .(6)
✍ #عبدهم_مصطفى
BY واجْعَلْنَا مُمَهِدين أيْنَما كُنْا 💚
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/almahdwi_313/33464